بالأمس .. وتحديدا مساءا استمتعت جدا بمشاهدة فيلم ملكة الصحراء Gueen of Desert
الفيلم كان رائعا بكل معنى الكلمة ..
قصة عجيبة لأميرة بريطانية فاتنة تقرر الذهاب إلى جزيرة العرب .. فبرغم رفض أسرتها ومعارضة القصر وعدم موافقته على سفرها إلا أنها أصرت على السفر الى جزيرة العرب .. و حققت رغبتها ..
عاشت تجربة عجيبة في صحراء العرب ..
تنقلت بين صحراء الأردن وبادية سوريا والعراق ونجد والحجاز ..
يكشف لك الفيلم قوة الشخصية البريطانية .. وذكاءها .. وعزيمتها ..
استطاعت هذه السيدة الشابة والتي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها ان تجتاز الصحراء العربية وتتعلم اللغة العربية والتركية في نفس الوقت وتعلمت الآثار ونقبت فيها .. وعاشت في اعماق نفسيات بدو الصحراء .. وحللت شخصياتهم .. استوعبت عالم الصحراء ومخلوقاته وسحره ..
تعيش ساعتين مع الفيلم وهو يتنقل بك داخل الصحراء العربية خلال حقبة زمنية نادرة … وهي الفترة الواقعة بين العام 1899 و العام 1914 …
لم تخفي الأميرة البريطانية إعجابها الشديد بأخلاق عرب الصحراء وشهامتهم وشجاعتهم ..
والانبهار بذكاءهم .. وعزيمتهم ..
يكشف الفيلم عبقرية الاميرة وقوة إرادتها .. وتحليلها العميق للحياة في الصحراء .. وكيفية تعاملها مع الرمال والريح .. و الغبار .. والتصاقها بالجمل العربي الذي يشكل اهم مخلوق في الصحراء وضرورة من ضرورات البقاء عند البدو ..
ولم تنسى ملكة الصحراء في اعترافاتها بأخلاق مرافقها العربي البدوي وشهامته ودماثة خلقه وشجاعته وتعريض نفسه للخطر في محاولة انقاذها من الموت في أكثر من موقف ..
الفيلم رائع بكل معنى الكلمة .. بغض النظر عن أهدافه السياسية .. وبغض النظر عن اتهام الكثير من المؤرخين الأميرة ( جيروورد بيل) بأنها جاسوسة بريطانية .. مبتعثة في مهمة استخباراتية .. وأنها زودت المستعمر البريطاني بمعلومات ثمينة عن الصحراء العربية وإنها قد ساهمت في الاحتلال البريطاني للشرق الأوسط .. وقدمت له كل المعلومات التي ساعدته على ذلك ..
بغض النظر عن كل تلك التحليلات .. من وجهة نظري ملكة الصحراء هي ملكة حقيقية .. تستحق تاجا ماسيا يليق بشخصيتها .. وعبقريتها ..
إنها شخصية رائعة و نادرة جدا .
شخصية تستحق ان تقرأ عنها .. وأنا على يقين بأنك لن تصادف أمثالها بين صفحات التاريخ البشري ..
هناك مذكرات كتبتها (جيروورد بيل) .. متوفرة في المكتبات .. وفي جوجل .. اعتقد بأنها مذكرات تستحق عناء البحث .. ومكابدة القراءة .. وسهر الليالي بصحبتها .
عبدالله الفارسي