يحكى أنه كان هناك ملكٌ أعرج وأعور أراد أن يرسمه الفنانون في عصره ولكن بشرط، ألا يظهروا هذين العيبين في الصورة وفي نفس الوقت لا يزيفون الحقيقة. لم يستطع الرسامون أن يلبوا أمر الملك، فإن رسموه بعين واحده وساق عرجاء سيظهرون عيبه، وإن رسموه بعينين وساقين سليمتين سيزيفون الحقيقة.
وسط عجز كل هؤلاء الرسامين، جاء رسام إلى الملك وقال له: أنا أستطيع أن ألبي طلبك دون تزييف الحقيقة، ولكن امنحني الفرصة لرسمك. وافق الملك وبدأ الرسام في إتمام المهمة، وبالفعل رسم صورة رائعة لا تخالف الحقيقة ولا تخالف شروط الملك، ولكن خمنوا كيف فعل ذلك؟
لقد رسم الرسام الملك في هيئة صياد يمسك بيده بندقية صيد، ويغمض إحدى عينيه، ويثني إحدى قدميه، وهي الهيئة التي يكون عليها الصياد عند اصطياده للفريسة، وبهذا استطاع الرسام أن يرسم صورة الملك بلا عيوب.
فمن خلال مرونة التفكير وتراكم الخبرات تزيد عدد الدارات العقليه وتستطيع تطويع الأمورالتي تسير وفقًا لما خططت له، وهكذا نحن لا بد أن نكون مرنين، ولا ننظر للأمر من زاوية واحدة، فربما كانت هناك حلول كثيرة تحتاج منا فقط البحث والمحاولة.
هل تعتقد انه عقلك يعمل تلقائيا وفق الطريقه الصحيحه بالشكل المطلوب منه؟
إن كانت إجابتك بنعم فساخبرك بانك على خطا.
يجب أن تأخذ في حسابك بأن عقلك يعمل وفق ضوابط القدره الإلهية التي وضعها الخالق ويتم ذالك وفق دوائر التحكم التي وضعت فيه وهي تساعدك في حل المشكلات فهي تعمل وفق كيفيه استخدامك لهذا العقل وعلى الاهداف التي استخدمته فيما مضى وتبني هذه الدوائر من خلال القلب المثيرات المختلفة تمر بعدها بعمليات اولية لعلاج هذه المثيرات مما ينتج عنه استجابات مختلفة تختلف باختلا الاشخاص وهو ما سيسمى لاحقا بمخزون الخبرة من كمية المثيرات وعمل ترابطات بينها وبين المثيرات المستقبلية المشابهة لها لتكون في كل مرة استجابة متطورة عن الاستجابة السابقة وهو ما يدعى بالخبرة التراكمية .
وسؤالي الاخر هل تعتقد انه المورد المالي الذي ياتيك كهديه دون عناء منك سيتكرر لاحقا.
إذا كانت إجابتك بالنفي فسأقول لك انك أصبت فكل ما يحصل عليه المرء كهديه-تمنح له مره واحده-وعليه السعي والبحث والتطوير والمحافظة فالتجارب بعضها ياتينا كهدية ولكن ليس في كل مرة وعلية يجب ان نسعى نحن الى التجارب ومن ينأى بنفسه بعيدًا عن التجارب ،والاصطدام بالمثيرات، فانه لن يتقدم خطوات للأمام فالتنمية العقلية أشبه بذلك الطفل الذي يحتاج إلى رعاية خاصة والى جرعات من الثقة ليكبر معتمدًا على ذاته.
وما الكيانات المؤسسية الا كيانات عقلية في الاصل لا ترقى ولا تتقدم الا من خلال اعمال عقول خبراتها المتنامية فلكي تحافظ على قوتها وازدهارها ، يجب ان تعمل كفاءات كوادرها البشرية بما يمتلكونه من دوائر تحكم عقلية عديده، تراكمت فيها الخبرات المتنامية من خلال التجارب المحلية والعالمية لتنميه الموارد واستغلالها الاستغلال الأمثل.
وعلية يجب ان نعمل بمبدأ الجودة والكفاءة (عائد افضل بجهد وتكلفة اقل) لكي لا تهدر الاموال في دارات جامدة لا جدوى منها، وأقول هنا دارات لمن يعمل بنفس الروتين ونفس الفكر في دارة واحدة تعيد تكرار نفسها ولا تحرز تقدمًا ابدا، دارات جامدة لم تمارس ما هو أبعد من أقدامها لا تتمتع بالمرونه والقدره على التصرف وبعد الأفق .
اذن علينا ان تستثمر أموالناالتي سنسأل عنها فيما يحقق العائد المربح فيتم البحث عن الطرق المناسبة وابسطها واقلها كلفة واكثرها جودة للوصول الى الهدف ?
وما خير نبينا المصطفى محمد عليه السلام والسلام في شيئين الا اختار ايسرهما.
ان الموارد الطبيعية، والبشرية أمانة وجب الحفاظ عليها وتنميتها تنمية مستدامة فلا يجب ان تطال عقول أفرادها أيدي العابثين وتلعب بها أيدي الجامدين فالتغيير مطلب والتقدم اوجب.
وكما قال أفلاطون: ”العقل هو النظر في العواقب“
ولا بد لنا نجهز الصف الثاني والثالث خبرات فوق خبرات خطة تبنى على خطة لنتدارك العثرات.
آن الأوان ان يتخلى المتسلطون عن الاعتقاد بانه لايوجد صف غير صفهم ولا ينجز عمل دون بنانهم معتقدين ان الكيانات ستسقط بدونهم، و هنا اتذكر مقوله مفادها (كثيرون في المقابر كانوا يظنون ان الحياة لاتسير الا بهم).
رقية بنت عديم الفورية