في إطار حروب “الحساب المفتوح”ما بين لبنان وحزب الله والكيان الصهيوني، يشن العدو حربا سيكولوجية شرسة تستهدف حزب الله والسيد حسن نصرالله، ويزعمون ان”اسرائيل” قادرة على اغتيال السيد نصرالله في اي وقت تشاء، ويبدو ان هناك خطة اعلامية بشن حرب نفسية على السيد والمقاومة، فهاهو وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس يحذر الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني حسن نصر الله من خطورة “تجاوز الخطوط الحمراء” بالنسبة له شخصيا ولدولة لبنان”، مضيفا:”إذا فكر نصر الله في الخروج عن الخطوط الحمراء فسوف يتلقى ردا مؤلما سيذكره بالجهوزية العالية لدولة إسرائيل وسيعرض دولة لبنان للخطر-– وكالات-2020-8-3″.
والجنرال في الاحتياط عاموس يادلين الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، يدلى بحديثٍ للقناة الـ12 مُطلقًا التهديد والوعيد، زاعِمًا أنّ المُخابرات الإسرائيليّة تعرِف أين يختبئ السيّد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبيّة بالعاصمة بيروت، وأنّها قادرٌة على تصفيته وأنّ اغتيال نصر الله بات على سُلّم أولويات جيش الاحتلال-2020-7-28″، وكذلك القائد العّام لجيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوط الذي كان اعلن قبل ذلك “أنّ اغتيال الأمين العّام لحزب الله اللبنانيّ، السيّد حسن نصر الله، هو هدف شرعيّ، في الحرب القادمة، أوْ حتى قبلها-“رأي اليوم 2018-7-6” ، وقال جنرال رفيع المُستوى في جيش الاحتلال، كما أفاد مُحلّل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، أمير بوحبوط، “إنّ تصفية السيّد نصر الله ستؤدّي إلى حسم الحرب المُقبلة مع حزب الله اللبنانيّ، لأنّ تغييبه عن المشهد سيضع حزب الله أمام حالة من الفوضى العارمة، ناهيك عن أنّه يُشكّل ضربةً معنويّةً كبيرةً للحزب، الذي تعتبره إسرائيل في تقديرها الإستراتيجيّ للعام 2018 وللعام الذي سبقه العدّو الأخطر لها”، بينما زعم “تسافي يحزقيلي” محلل الشؤون العربية في القناة 13 العبرية، “أن إسرائيل تمتلك معلومات استخبارية مؤكدة عن مكان اختباء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله – لكنها لا تمتلك الإجابة على السؤال الأكثر حساسية: “ماذا بعد- الأربعاء 29 /7/ 2020”.
وهناك طبعا المزيد والمزيد من التصريحات والتهديدات باغتيال السيد نصر الله، وقد “اقامت إسرائيل بأمرٍ من وزارة الأمن طاقمًا خاصًّا مؤلفًا من عناصر في الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) والشاباك (جهاز الأمن الداخليّ العّام) وأمان، شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش لمُراقبة تحرّكات نصر الله على مدار الساعة وجمع المعلومات عنه، ولكن حتى اللحظة، كما شدّدّت المصادر عينها، فإنّ المعلومات التي تمّ جمعها ما زالت شحيحةً للغاية، ولا تفي بالطلب، أيْ أنّها لا تكفي لتخطيط عملية اغتيال الأمين العّام لحزب الله، الذي، أكّدت المصادر، يقوم بتهديد واستفزاز الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، عن طريق خطاباته المُتكرّرّة، ويُدخل الدولة العبريّة في حالةٍ من الذُعر والهلع، لأنّه، بحسب المصادر في تل أبيب، بات مُلمًا بخفايا وخبايا المُجتمع الإسرائيليّ- الصهيونيّ، ويعلم جيّدًا ببلاغته الكلاميّة كيف يُخاطب الإسرائيليين، الذي باتوا يؤمنون ويثقون بكلّ كلمةٍ يقولها وبكلّ تهديدٍ يُطلقه-راي اليوم-ترجمة زهير اندراوس 2020-9-28”.
فما مدى جدية جملة التصريحات والتهديدات باغتيال السيد إذن….؟!
ثم اين يختبىء نصرالله وقادة حزب الله بحق الجحيم…؟!.
تلك الصرخة كان اطلقها المحلل العسكري الاسرائيلي لصحيفة هآرتس العبرية يوسي ملمان في ذروة الحرب العدوانية على لبنان 2006، وفي ذروة القصف التدميري الشامل المرعب للضاحية الجنوبية-التي محيت عن وجه الارض-في محاولات مستميتة لاصطياد نصر الله او اي قائد من قادة حزب الله، غير ان الثالوث الاستخباري الصهيوني-الموساد والشاباك وامان-الاستخبارات العسكرية- مني بالفشل الذريع..
وفي ضوء كل المعطيات التي تؤكد ذلك الفشل الاستخباري الاسرائيلي الذريع، تسربت معلومات تفيد بان المخابرات الاسرائيلية بدات عمليا مهمة لجمع المعلومات عن قيادات حزب الله بهدف تصفيتهم، واستنادا لمصدر إعلامي اسرائيلي، فان خطة لتجميع المعلومات الدقيقة قد انطلقت الى حيز التنفيذ، بجهد مشترك لجميع الأجهزة المخابراتية الاسرائيلية معا، وان لدى هذه الأجهزة مصلحة عليا للنجاح فيها بعد مسلسل الإخفاقات الذي وقعت فيه وعرضها لانتقادات شديدة لاذعة منذ بدء الحرب.
واليوم:
بعد اربعة عشر عاما على الحرب العدوانية الاسرائيلية على لبنان التي بدأت في الثاني عشر من تموز واستمرت ثلاثة وثلاثين يوما.
وبعد اربعة عشر عاما على الهزيمة الاسرائيلية الحارقة التي لم تأت في حساباتهم الاستراتيجية ابدا..
واربعة عشر عاما وما تزال تلك الدولة مرتبكة مذهولة لا تصدق ولا تستوعب ما جرى هناك في الميدان على ارض المقاومة اللبنانية….!.
اربعة عشر عاما والمؤشرات الاسرائيلية حول النوايا العدوانية الجديدة تتراكم، فالتصريحات والتقارير الاسرائيلية التي تتحدث عن حرب مدمرة في الافق تطل علينا كل ساعة.
فلم يعد سرا ان المؤسسة العسكرية الامنية السياسية الاسرائيلية تجمع منذ ذلك الوقت، على ان”اسرائيل”لا يمكنها ان تتعايش مع حزب الله مدججا بالعقيدة والارادة والقيادة الفذة والاستراتيجية والتدريب والتنظيم الفولاذي العصي على الاختراق، كما لا يمكنها ان تتعايش على نحو حصري مع ذلك المخزون الصاروخي الهائل بحوزة حزب الله الذي يطال كافة المدن والاهداف الاسرائيلية على امتداد مساحة فلسطين.
ولم يعد خافيا ان تلك الدولة تبيت نوايا حربية عدوانية على لبنان وحزب الله، وان المسالة باتت بالنسبة لهم مسألة وقت وتوقيت…هم يعلنون ذلك صراحة، ويربطونه بذريعة الصواريخ الدقيقة التي تهرب بزعمهم من سورية الى حزب الله.. وحزب الله يدرك ذلك.
اما التوقيت بالنسبة لهم فهو رهن باستكمال اكبر كم من المعلومات الاستخبارية حول خريطة منظومة الصواريخ لدى حزب الله، بل ان مصادر غربية واسعة الاطلاع تقول انه”لم يعد مبالغاً الحديث عن خشية إسرائيل على وجودها بسبب نوعية الأسلحة التي بيد”حزب الله”، متنبأة ب”ان اسرائيل ستبدأ الحرب في اللحظة التي يتاح لها اكتشاف مخبأ الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، مهما كانت الساعة او الظروف أو أي شيء آخر… فعندها تقوم اسرائيل بالانقضاض على مجموعة من الاهداف دفعة واحدة، وعندها تكون ساعة الصفر في المواجهة المفتوحة، التي تعتقد اسرائيل انه من خلال اكتشاف مكان وجود نصرالله تصبح قادرة على حسم نصف المعركة”.
ولكن، حسابات الحقل لا تأتي حتى الآن على قدر حسابات البيدر لديهم، فاسرائيل تُقر اليوم بعد اربعة عشر عاما كاملة من البحث الاستخباري بأن جميع محاولاتها لتصفية نصر الله باءت بالفشل، وكشفت مواقع رسمية اسرائيلية واقربها اعتراف رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت عن محاولات عدة لاسرائيل لاغتيال نصر الله خلال العدوان على لبنان في صيف العام 2006، وبعد الحرب، وزعم موقع (Israel Defense المتخصص في الشؤون الامنية-10 / 07 / 2012 انه بعد اختفاء نصر الله، بذلت الاستخبارات الاسرائيلية جهودا جبارة ورصدت ميزانيات هائلة، خصوصا في مجال الاستخبارات، من اجل العثور عليه، مؤكدة على انه في احد ايام الحرب، قام سلاح الجو الاسرائيلي بقصف حي كان قيد الانشاء بعشرات الاطنان من القذائف والصواريخ، لحصوله على معلومة غير مؤكدة، بان نصر الله يختبئ فيه، ولكن جميع المحاولات الاسرائيلية لاغتياله باءت بالفشل.
هم فشلوا وذلوا..وبقي نصر الله وقادة حزب الله.
وما زال نصر الله، موضع بحث لدى كبار صنّاع القرار في الدولة الصهيونية، وفي مراكز الأبحاث الصهيونية، ومعها الامريكية ايضا، التي تُحاول سبر أغوار هذه الظاهرة التي ما زالت تقض مضاجعهم، قيادةً وشعبا، فقد كان نصر الله وما زال من وجهة نظرهم نصف الاعلام، ونصف الحرب النفسية، بالكلمات والعبارات التي حرص على انتقائها خلال إطلالاته الإعلامية..وهو ايضا نصف المعركة على الارض.
نواف الزرو