عمّان، في 14 سبتمبر/ العمانية/ يُقدّم د.صلاح جرار في إصداره الأخير “شحذ الأفهام
بأحاديث المنام” عشرة نصوص تنتمي إلى أدب المقامة العربية، الذي أُسّس منذ عهد بعيد
على أيدي رواد من مثل بديع الزمان الهمذاني (ت.395هـ)، ومحمد الحريري البصري
(ت.516هـ).
وضمَّ الكتاب الذي صدر عن “الآن ناشرون وموزعون” بعمّان، نصاً استهلاليّاً بعنوان
“تهويمة البدء”، وآخر ختاميّاً اسمه “رجفة اليقظة”، وبينهما عشر مقامات منامية، افتُتحت
بـ”المنامة المعريّة”، وخُتمت بـ”المنامة الكَنَديّة”.. وتوضّح عناوين المقامات جميعها فكرة
الكتاب؛ فهي منامات رآها شخص يُدعى “أبو أيوب الهندي” ورواها عنه “أبو مرة علقمة
بن مرّة الشيباني”، وتناقش عدداً من القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية التي تهمُّ
الإنسان المعاصر، ضمن قالب المقامات التراثي، ولغته السجعية الجميلة.
والنوم هو البوابة التي يلج منها أبو أيوب الهندي إلى أحلامه، ويعبّر خلالها عن
أمانيه.. يقول د.جرار في ما يُعد تعريفاً بالعمل، جُعل على الغلاف الخلفي للكتاب: “للنوم
فوائده أيضاً، فهو يحملك إلى حلمٍ مفعم بالأمل لا حدود له، تنعم فيه بالحرية والعدل
والأمن، وإن كنت تصحو في نهايته على الواقع الذي تسعى للهروب منه”. ويضيف: “
تابعَ أبو أيّوب الهندي أحلامه وروى للناس عشرة منامات جديدة عاش في كلّ واحدة منها
لحظات سعادة مختلفة عن غيرها، رأى فيها الجمال والحقّ والعدل وعالماً يتجاوز الواقع
الذي يعيشه.. لكنّه بعد كلّ حلمٍ لذيذ كان يصحو على واقع مرّ… أبو أيّوب الهندي لم ينل
منه اليأسُ والإحباط، فهو ماضٍ في أحلامه حتّى يقترب الواقع من الحلم، ويتحقق ما يرنو
إليه من عدْلٍ وحرّيةٍ وحقٍ وسلام، وما تصبو إليه البشرية من كرامة وأمن وطيب عيش
واستقرار”.
يشار إلى أن جرار يعمل أستاذاً للأدب الأندلسي والمغربي في الجامعة الأردنيّة منذ سنة
1982، وتولّى منصب وزير الثقافة في الأردن (2011 /2012). ومن إصداراته في
الدراسة والتحقيق والشعر والنصوص: “زمان الوصل”، “ولّادة بنت المستكفي”، “الجدار
الأخير”، “دراسات جديدة في الشعر الأندلسي”، “طبقات الشعراء بالأندلس”، “المنامات
الأيوبية”، “جادك الغيث”، “في طريقي إليك”، “ترويدة الغيم والشفق”.
/العمانية/174