ها أنت يا أمة الإسلام تنتظرين بفارغ الصبر لقاح فيروس كورونا الذي تتسابق إلى انتاجه دول العالم الأخرى، كما تسابقت من قبل على انتاج لقاحات وأمصال وأدوية لمختلف الأمراض والأوبئة، وأنت تغطين في سبات عميق، تتكفكفين من يبيع لك هذا اللقاح الذي تدور حوله الشبهات، وسيصحر ما تبقى من فتات، في سرادق الخزانات، وقد تجبرين على الانغماس في المديونيات، التي ستكبلين بها مدى السنوات، لتقديم المزيد من التنازلات والانهزامات..
وها أنت اليوم تقادين كالنعاج في ذل وهوان للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، بعد أن ضعف إيمانك، وتكسرت أنصالك، وتفرق شملك، وتمزق جمعك ، فأضحيتي أمة مهزومة خانعة..
فوا أسفاه على هذا الوهن والانهزام والانبطاح والإستسلام، وواأسفاه إن لم يوجد من صلبك من يستطع القيام بمحاولة ولو خجلولة لابتكار لقاح لهذا الفيروس الذي حار الناس في تفسير كنهه وأسبابه وطرق انتشاره، وسبل الوقاية منه، وهل هو وهماً أم حقيقة أم مؤامرة. .
وواأسفاه إن لم يكن لمراكز الأبحاث والدراسات العربية والإسلامية موطئ قدم في هذه المعمعة، وما أكثر هذه المراكز التي أنشأت للوجاهة والتفاخر، فلا تسمع لها همسا..
إننا لنؤمن إيماناً مطلقاً بأنه لا بد أن يتحقق وعد الله في خلقه، وأنه لا بد لهذه الأمة من صحوة حقيقية ، وسوف تعود الحقوق والمقدسات إلى حوزتها، ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، ولو كره الكافرون، وإننا لنضرع إلى الله أن يمد في أعمارنا لنعيش تلك اللحظة الحاسمة التي تعود فيها هذه الأمة إلى نهجها القويم وصراطها المستقيم، إنه سميع مجيب الدعاء، وحينها ستتمكن بعون ربها من انتاج لقاحاتها، ومداواة أمراضها وأسقامه..
أما وضعها الحالي فلا يسمح لها إلا بتنفيذ ما يملى عليها من أوامر وأفعال، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
ناصر بن مسهر العلوي