نحن كعرب اعتدنا على بعض العبارات في اللهجة المصرية الجميلة الدارجة ومن هذه العبارات يانهار أسود وتقابلها عبارة يانهار أبيض وأنا في الحقيقة سأختار عبارة يانهار أسود لأضعها عنوانا لهذه الأسطر في الحقيقة إنه لمن أعظم المصائب ان يمر على الإنسان يوما أسودا في حياته! فالسواد هو لون الكآبة وهو لون الكدر ولون الحزن وفي المقابل هو لون المهابة والجلال والرفعة والسمو وهو أيضا لون العنبر ولون المسك ،، إذاً ليس السواد كله حزن وكآبة وليس السواد كله سمو ورفعة ومهابة وعنبر ومسك! والشاعر عنترة العبسي كان يقول في السواد :-
يعيبون لوني بالسواد جهالة
ولولا سواد الليل ماطلع البدر
وان كان لوني أسودا فخصائلي
ومن كفي يستنزل القطر
نعم هكذا قال عنترة بن شداد العبسي، نعم هكذا كان يقول الفارس والجواد والشاعر عنترة العبسي عن لونه حينما كانت تعيره به عبس ويعيره به أبيه شداد بن قراد العبسي ،، فذاك هو عنترة وتلك هي أحاسيسه ومشاعره تجاه لونه! وأنا هنا لن اسهب في حديثي هذا عن اللون الأسود وليس هو مقصودي في هذا المقال وليس هو موضوعي وإنما أردت وقصدت بذلك استفتاح مقالي بهذه التشكيلة الأدبية التاريخية الرائعة! إذاً النهار الأسود أو اليوم الأسود من وجهة نظري هو ذلك اليوم يأتيك محملاً ومشحونا بأقصى درجات الحزن والأسى وبالنسبة لي ولسائر العمانيين من أقصى الوطن إلى أقصاه إن اليوم الأسود هو يوم الجمعه العاشر من يناير سنة ٢٠٢٠ للميلاد يوما أسودا في عمان عندما ودعنا أعز الرجال وانقاهم جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور عليه سحائب رحمات الله تعالى لقد انفطر قلب عمان لفراقه في ذلك اليوم الذي لن ينسى من ذاكرة الشعب العماني الأبي وتقاطرت الوجدان العمانية دما على فراقه لقد رحل عنا جسدا ولايزال يعيش في كل الألباب العمانية حاضرا فيها والى ابد الآبدين وإما اليوم الاسود الثاني لي شخصيا هو أيضا فراق والدي وتشييعه إلى مثواه الأخير فقد كان ذلك الفراق يوم السبت التاسع عشر من سبتمبر لسنة ٢٠٢٠ ميلادية رحمك الله يا أابي وتغمدك بواسع رحمته ورضوانه ولسائر اموات المسلمين.. أمين.
وأخيرا، أزال الله عنا جميعا الأيام السوداء وكشف لنا غمامها وأبلج علينا أيام الحياة بأنواره السنية السعيدة ورزقنا أفراحها وأبعد عنا أتراحها إنه على ذلك قدير نعم المولى ونعم النصير
فاضل بن سالمين الهدابي